ها هنا تبدأ حكايتنا بين سطور الزمن، حيث تتعانق الأرواح كنسائم الفجر في صباح ربيعي، وتنساب الكلمات كما تتهادى أوراق الخريف في مهب الرياح. ولتلك القصة نافذة تفتح على عالم من الجمال، يشع منها بطلنا الذي اختارته الأقدار ليكون في قلب هذه الرواية: إنّه كلب فرنسي نبيل من سلالة البودل، يزهو باسمٍ يليق بالملوك وهو “لافاييت”، ولكنه يُختصر بمحبةٍ إلى “فاي”.
في يومٍ من الأيام، كان بطلنا مستلقيًا على وسادة من حريرٍ أزرق ينسجم مع ألوان الطبيعة البديعة التي تتجلى خارج النافذة القريبة. كان المشهد كأنه لوحة فنية تتراقص فيها الألوان بأناقة، وفي تلك اللحظة كان السكون يغمر المكان كالبحر الهادئ. ولكن فجأة، وفي وسط ذلك الهدوء، سمع فاي نباحًا يتردد كصدى بعيد، فانتفض بسرعة واعتدل في جلسته وتوجه ببصره نحو النافذة، وعيناه تفيضان بالفضول والتساؤل، كأنما يبحث عن سرٍ ما.
كان هناك كلب مصفر اللون أشعث يطارد قطة رمادية نحيلة، وقد أثار ذلك المشهد اهتمام فاي، فترك وسادته، واعتدل متأملًا ما يجري. في البداية، حين وقع بصره على ذلك الكلب المسكين، ارتسم على وجهه ازدراء، وكان على وشك أن يعود إلى استرخائه على وسادة الحرير الأزرق، غير أن شيئًا في أعماقه دفعه إلى الاستمرار في المراقبة.
كان الكلب المصفر ينبح بحدة، ويندفع نحو القطة التي كانت متشبثة بالسياج، مقوسةً ظهرها ورافعةً ذيلها. حاول الكلب بكلّ جهده أن يهز ثباتها، لكن جهوده ذهبت أدراج الرياح. وبينما كان المشهد يحتدم، دوى نباحٌ عالٍ في الأرجاء، ولدهشة فاي، أدرك أن ذلك النباح قد خرج من فمه دون أن يشعر، كأنما اشتعلت الحماسة في صدره، فأجبرته على المشاركة.
شعر فاي في أعماق نفسه أنّ الكلب المصفر، إن قفز قليلًا للأعلى، فإن القطة ستضطر للهرب بلا شك، وكأنما ريح الخوف ستعصف بها من كلّ جانب، وتدفعها إلى الفرار من مصيرٍ بات يتهددها.
أسرعت الخادمة بخطواتها المتعثرة إلى جانب فاي، وقد ارتسمت على وجهها ملامح القلق والفضول لاستكشاف سر الضجة العارمة، فوبخته قائلةً: “أوه، فاي، كيف لك أن تعوي على تلك القطة المشاغبة وهذا الكلب القذر؟” وبخَت الكلب، وهي تُلامس ظهره بلطف بأطراف أصابعها وتعيد ترتيب الوسادة الحريرية لتعود إلى موضعها المثالي، كي تضمن له أقصى درجات الراحة.
حينئذٍ تنهد فاي بعمق واستلقى مجددًا في مكانه، لكن شيئًا ما قد تغيّر في داخله. غمره شعور غامض، كأنه نداء من أعماق ذاته، يدفعه للخروج ومطاردة تلك القطة. بدا له أنّ بإمكانه أيضًا إخافة الكلب، إذ فناء البيت في النهاية هو مملكته الخاصة.
بدأت أفكار فاي تدور في دوامة من التأملات، فأخذ يتمتم مع نفسه بصوت خافت والاستياء بادٍ عليه: “ما هذا الاسم السخيف الذي مُنِحْتُ إياه؟ لماذا لم يكن نيد، أو تيد، أو حتى بيل؟ وأما فروي هذا، فكم هو مثير للاشمئزاز: هذا الشعر المجعد والطويل والأبيض، مثير للسخرية! ليتني أتمكن من تغيير لوني إلى الأسود. في كلّ مرة أذهب فيها إلى الحديقة، حيث تسخر مني الكلاب الأخرى. كنت أظن أنّ ذلك نابع من غيرتها من جمالي الباهر، لكني الآن أدرك أنها كانت تسخر مني فحسب. لا أستطيع أن أتحمل هذا الاستهزاء أكثر من ذلك!”
صاحت الخادمة، وقد تجمّع في عينيها القلق والخوف، فقالت: “ما الذي أصابك هذا الصباح؟ لم أسمعك تنبح أو تزمجر بهذه الطريقة من قبل.”
أغمض فاي عينيه برفق، بيد أن ذيله كان يهتز بسبب الإحباط، كأنما يسرد حكاية غضبه في صمت. أخيرًا، عادت الخادمة بعد أن ارتدت ملابس الخروج، وزينت طوق فاي بشريط وردي، ثم شدت المقود بإحكام حول عنقه.
قفز فاي من مقعد النافذة وركض خلفها بوجه شاحب، خالياً من الكبرياء المعتاد، وخافض الرأس. فقد كان يشعر بعبء جديد من الخجل يغلف مظهره. وعندما وصلا إلى الحديقة، اندفع كلبان ضالان من بين الأدغال، ينبحان ويزمجران على فاي بتحدٍ مستفز. كانت تلك اللحظة هي القشة التي قصمت ظهر البعير.
اشتعلت روح القتال في أعماقه، وعلى الرغم من أنّ المقود كان يثقل حركته، تمكن بحركة خاطفة، ودقة وعزيمة، من الإفلات من قبضة الخادمة، وحينئذٍ انطلق في اندفاع مهيب كالشهاب السائر عبر الفضاء. أخذته سرعته الرهيبة إلى مواجهة الكلاب الضالة التي فوجئت باندفاعه، فهرولت مذعورة تحت وقع رعبها. حينئذٍ تأمل فاي حاله مسرورًا بنفسه: “الآن ها أنا ذا أفر إلى حيث لا تستطيع الخادمة أن تعثر عليّ أبداً. آه، كم تتوق نفسي إلى العثور على قطة ما لأطاردها!”
اجتاز فاي العشب الأخضر بقفزات رشيقة وبكل براعة اختفى عن مرأى الخادمة والشرطي الذي كان يسعى لتتبع أثره. وفي أحد الأزقة الجانبية، حاول بائع الجرائد الإمساك به لقراءة الاسم المنقوش على طوقه الأنيق، بيد أن براعة فاي وسرعته حالتا بينه وبين ذلك. ولم يتوقف عن الجري حتى بلغ فضاء الحرية الواسع.
قدّم بائع الجرائد الطوق إلى الشرطي الذي تابع بكلّ اهتمام محاولات فاي المتكررة للهرب، وكانا يعتقدان أنّ مكافأة سخية تنتظر من يتمكن من إعادته إلى منزله. غير أنّ العودة لم تكن في أفق فاي؛ فبينما كان الشرطي يتأمل في احتمالات المكافأة، كان فاي غارقًا في حلمه الخاص، حيث كان شغفه يوجهه نحو العثور على قطة ليذوق لذة التحرر التام من كلّ ما يعيق حريته.
واصل فاي جريه، تاركا خلفه الحي الذي عدّه منزلًا لمدة طويلة. ثم اجتاز شوارع عديدة مغطاة بالطين، وعندما تأكد من أنه قد ابتعد عن الخادمة، قفز ببهجة إلى عمق قنوات الصرف الصحي. غدا فاي حينئذٍ كلبًا مغطى بالطين والقاذورات ولم يعد ذلك الكلب النظيف الأنيق الذي يخرج للتنزه كلّ صباح.
عندما خرج من مجرى الصرف، توقَّف لحظة ليتفحص محيطه. لم يكن يقف ثابتًا كالكلاب المهذبة، بل يقفز ويشم محيطه، وهو يبحث في الطريق الذي ينبغي عليه سلوكه. وعلى حِيْن غِرّة، اقترب منه كلب آخر ودار بينهما الحوار التالي:
فاي: “سلام عليك، أليس هذا العالم مكانًا رائعًا؟”
الكلب الغريب: “لست أدري، أهو حقاً كذلك؟”
فاي: “بالتأكيد هو كذلك، ففي صباح هذا اليوم كنت في أقصى أطراف الأرض، والآن قد هربت وجئت إلى هنا. أدركت أنّ العالم ليس عظيمًا فحسب، بل هو أيضًا مكان عجيب.”
الكلب الغريب: “لست متيقناً من ذلك، أحيانًا تبرز الصعاب، خاصة عندما يشق أمر العثور على عظام أسد بها رمقي.”
فاي: “وما هي العظام التي تتحدث عنها؟”
الكلب الغريب: “ألا تعرف ما هي العظام؟ أليس لديك أسنان؟”
فاي: “بلى، لديَّ أسنان حادة، ولكن ما هي العظام بالضبط؟”
الكلب الغريب: “أظن أنك لم تعش في هذا المكان من قبل. العظام هنا نادرة، لكننا نعثر عليها من حين لآخر. العظام، كما ترى، هي طعام يُأْكَل.”
فاي: “وما نفعها لنا؟”
الكلب الغريب: “نفعها كبقية الأطعمة. قد لا تبدو مغرية لك، ولكن إذا راق لك طعمها، فلماذا لا تجرب واحدة؟”
ثمّ أضاف الكلب الشارد: “على مقربة منها يوجد كلب شرس مقاتل يملك الكثير منها.”
فاي: “أتخاف منه؟”
ردّ الكلب الغريب: “في الحقيقة لا أريد أن أتورط في أيّ مشاكل معه.”
فاي: ” سأذهب لأحضر لك عظاما من عنده. انتظر هنا.”
الكلب الغريب: “احترس، فإن سمعك، سيخرج من داره وهو أضخم منك حتما.”
لم يكن الحجم يشكل عائقاً في نظر فاي؛ فقد اعتبر نفسه أكبر من أن يؤثر فيه حجم غيره. كان أطول من معظم الكلاب التي صادفها. فتسلل عبر الثقب في السور، وسارع نحو كومة العظام.
وما أن سمع زئير الكلب ونباحه حتى خرج مالك العظام، فتجلت له صلابة فاي في المواجهة. وقف فاي بثبات يرمق الكلب الضخم بنظرات ملؤها العزم. فقال له الكلب بتهديد عميق: “اغرب عن وجهي، وإلا سأقاتلك.”
أجاب فاي: “من أين لك بكل هذه العظام؟ إنني على يقين أنك سرقتها، وإني قد عزمت على أن آخذ واحدة لصديقي الجائع.”
أدهشت جرأة فاي الكلب، إذ لم يصدق كيف ظل ثابتا بينما هربت الكلاب الأخرى. حينها احتار كيف يتصرف، ولما قبض فاي على إحدى العظام تصاعدت الأمور. اشتبك فاي مع الكلب في صراع محتدم، فدار بينهما قتال ضارٍ حتى انتهت المواجهة بانسحاب الكلب الشرس، تاركاً فاي ظافرا بكومة العظام.
هزَّ فاي بدنه ونفحات الفخر تملؤه من الداخل، وأطلق بصره صوب شق السور المكسو بخيوط الشمس. ثم التفت إلى الكلب الغريب الذي وقف على الجانب الآخر، وقال: “تعال، فاستمتع بما تشاء من طعام وامضغه كما يحلو لك، وخذ من هنا ما يروق لك أيضًا.”
فاجأ الكلب الغريب فاي وهو يتسلل عبر الفجوة قائلا بلهجة متعجبة: “ما كان في الحسبان أن تكون على هذا القدر من القوة.” ثم سأله عن اسمه.
كانت هذه المرة الأولى التي يختبر فيها فاي هذا الشعور، فظهرت على وجهه مسحة من الإحباط، فلم يستطع أن يجهر باسمه للكلب الغريب.
عاد الكلب ليسأل، وهو ينغمس في قضم عظمة ضخمة: “قل لي، ما اسمك؟” فأجاب فاي بسرعة: “أنا بيل، وما اسمك أنت؟”
أجاب الكلب بتردد: “أدعى تيج. إنني أبغض هذا الاسم وأتمنى لو كنت أُدعى نابليون أو شيئاً يحمل صدىً جميلاً.”
رد فاي: “أرى أن تيج اسم لطيف، وهو أفضل من بيل، لكنني مع ذلك أجد اسمي مرضياً إلى حد ما.”
قال تيج، وهو لا يزال منهمكاً في قضم العظام: “نعم، معك حق، ولكن بعض الكلاب التي تقطن بين الأغنياء تحمل أسماءً ذات وقع جميل. ألتقي بواحدة منها في الحديقة بين حين وآخر. أحدها كلب أبيض اللون ودائماً ما ترافقه خادمة، وأحياناً يزين طوقه الفضي برباط وردي أو أزرق. أظن أن اسمه فاي أو ما شابه. آه، إنه كلب جميل بحق!”
قال فاي، وهو ممتلئ بالسرور لتخلصه من الرباط والطوق: “لا أظن أنه يعيش السعادة التي تعيشها، أعني كما نعيشها الآن.”
قال تيج: “أراهن أنه يعيش سعادة تفوق ما نتخيله. ألم تسمع، يا بيل؟ تلك الكلاب التي تعيش بين الأغنياء يُقدّم لها الطعام على أطباق فضية، مقطعاً وجاهزاً للأكل، وسمعت أيضاً أنهم ينامون على وسائد مريحة.”
سأل فاي، متفاجئاً: “على ماذا تنام؟” أجاب تيج: “على الأرض معظم الوقت. أليس الأمر كذلك بالنسبة لك؟”
قال فاي: “آه، نعم بالطبع. حسبت أنك قد تنام على سجادة.”
فقال تيج مستنكرًا: “هل أبدو كذلك؟ لم أنم على أي شيء ناعم في حياتي.”
ثم تابع: “لكن لماذا لا تجرب واحدة من هذه العظام، يا بيل؟ إن هذا لهو يوم ظفرك، ولا زلت لم تتذوق عظمة واحدة حتى الآن.”
قال فاي: “كنت أراقبك أثناء تناولك للطعام، لكنني سأتناول واحدة إذن. فأنا لم أتناول واحدة من قبل.”
قال تيج: “يا لك من مسكين، لم أتخيل أن أي كلب يمكن أن يكون أفقر مني، لكنك لا بد أن تكون كذلك إن لم تكن قد تناولت عظمة من قبل.”
كانت العظمة ألذ بكثير مما توقع فاي، وسرعان ما بدأ يقضمها بسعادة مثل تيج. ظهر صوت مجاور يقول: “أهذا كلبك؟”
سقطت العظمة من فم فاي، وراح بصره يتنقل بين الأرجاء، حيث كانت الخادمة وحارس الحديقة وشرطي آخر يقفون هناك يراقبون خطواته بحذر حتى لا يهرب مجددا.
حدّقت الخادمة في فاي بعينين تظهران خيبة الأمل والدهشة، وقالت بصوت ممتعض: “فاي، أهذا أنت، أيها الكلب الأحمق؟”
حاول فاي الاندفاع نحو الفجوة في السور كالسهم، ولكن الشرطي كان أسرع منه بمرات. قال الشرطي، وهو يشير بفخر: “بالطبع، هذا كلبك، يا ماغي، يبدو وكأنه مقاتل لا يضاهى، لكن يبدو أنه لم يعد كالكلب الجميل الهادئ أبيض الفرو ذو الرباط الوردي الذي تحملينه في الحديقة كل صباح.”
وعندما رأت ماغي فاي في حالته تلك، انطلقت زفرات من حنجرتها وهي تقول: “أوه، يا إلهي، ماذا ستفعل بك السيدة الآن؟ انظر إلى طوقك الفضي الجميل أيضاً قد تلطخ وغطته الأوساخ.”
قال حارس الحديقة، وهو يعبس جبينه: “عجيب هذا الكلب فهو ليس مجرد حيوان أليف؛ إنه مقاتل من طراز رفيع. كان عليك أن تريه وهو يتغلب على الكلب الضخم الذي كان يحمي كلّ تلك العظام.”
صرخت ماغي، وقد ارتفعت نبراتها بالغضب: “أوه، ماذا ستقول السيدة إن علمت عن المعارك التي خاضها كلبها المفضل؟ تعال هنا، أيها الفاسد فاي، عد إلى المنزل معي في الحال، وسأحممك حتى تزيل عنك كلّ آثار القتال هذه.”
تلوى فاي وتجمد كأنما مسّه السحر، وشدّ الحبل حول عنقه، كان يُقاد بعيداً، بينما كان قلبه حزينا على فراق تيج. بالكاد تجرأ على النظر خلفه للوداع، خائفاً من أن يُحرم من تلك النظرة أبد الأبدين.
لكن تيج كان ينتظر تلك النظرة، وبمجرد أن التفت فاي، قفز تيج بجانبه ولحس أنفه.
قالت ماغي: “ابتعد، أيها الكلب القذر!”
ضحك الشرطي وقال: “كلبك الأبيض الجميل لا يبدو نظيفاً جدًا أيضًا.”
حقًا ستكون القصة طويلة لو أردت أن أروي لكم كل تفاصيلها، ولكن المهم هاهنا هو أن تيج بقي يحوم لفترة حول منزل فاي بعد أن أعادته الخادمة، وقد جلس فاي قرب النافذة ينبح على تيج يوميا حتى اضطرت السيدة إلى الرضوخ والسماح له بالدخول.
تحمّم تيج وأزيلت عنه الأوساخ، ووُضِع طوق جديد حول عنقه، وجلس بجانب صديقه قرب النافذة يراقبان هطول الأمطار. هناك، كانا يراقبان الحديقة بترقب، ويترصدان القطط التي تتسلق السور، لكن القطط لم تكن تحب الطقس المبلل، فكان على تيج أن يحدث فاي بكلّ ما يعرفه عنها.
قال فاي: “أتتخيل أنني لم تتح لي فرصة لمطاردة واحدة منهن، ربما في يوم من الأيام يمكننا أن نهرب مرة أخرى، ثم يمكنك أن تُريني أين أجد واحدة.”
قال تيج، وهو يهز رأسه نافيًا: “لا، لن يكون هناك ‘يوم ما’، يا بيل، يا صديقي. لن أُخاطر بخسارة هذا المنزل الجميل، سنسير بجانب ماغي كلّ يوم في الحديقة. إنّني على علم بما يعنيه ألا تملك منزلًا، وأنت حقًا لا تعرف وقع ذلك، لذا استمع إلى قصصي عن القطط وفكر في مطاردتها كما تشاء، لكن ليكن الأمر عند هذا الحد.”
حينئذ استمع فاي، ككلب عاقل ومحب لصديقه الجديد، ممتثلا لأمره.
وفي خاتمة المطاف، ينبغي عليّ أن أبلغكم، يا أحبتي، بأمرٍ آخر: رغم أنهما كانا يُدعيان بيل وتيج، إلا أنّ الجميع كانوا يعرفونهما بلافاييت وقيصر، كالشمس والقمر، يتجلّى أسميهما في سماء المجد. وهكذا، نال تيج ذلك الاسم اللامع الذي طالما حلُم به، كحلم فارسٍ مغوار بالخلود في صفحات التاريخ.